٤٣ ـ بصيرة فى وقع
الوقوع : مصدر وقع الشىء يقع وقوعا أى هويّا. والوقع : وقعة الضرب (١) بالشىء.
وقوله تعالى : (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ)(٢) أى واجب على الكفار ، ومنه قوله تعالى : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ)(٣) أى وجب وقيل : ثبتت الحجّة عليهم ، وقيل معناه : إذا ظهرت أمارات القيامة التى تقدّم القول فيها. وكذلك قوله تعالى : (فَوَقَعَ الْحَقُ)(٤) أى ثبت.
وفى الحديث : «اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة ، فإنّها تقع من الجائع موقعها من الشبعان (٥)» ، قال بعضهم : أراد أن شقّ التمرة لا يغنى من الجوع ولا يتبيّن له موقع (٦) على الجائع إذا تناوله ، كما لا يتبيّن على الشبعان إذا أكله ، فلا تعجزوا / أن تتصدّقوا به. وقيل : لأنّه يسأل هذا شقّ تمرة وذا شقّ تمرة ، والثالث والرابع ، فيجتمع له ما يسدّ جوعته.
ويقال للطّير على شجر أو على أرض : هنّ (٧) وقوع ووقّع ، قال المرّار بن سعيد الفقعسىّ :
أنا ابن التارك البكرىّ بشر |
|
عليه الطير تأكله وقوعا (٨) |
__________________
(١) مثل وقع المطر ووقع الحوافر على الأرض وما أشبهها.
(٢) الآية ٦ سورة الذاريات.
(٣) الآية ٨٢ سورة النمل.
(٤) الآية ١١٨ سورة الأعراف.
(٥) رواه البزار عن أبى بكر (كما فى الفتح الكبير).
(٦) فى ا : موضع.
(٧) فى ا ، ب : هو ، وما أثبت عن القاموس.
(٨) البيت فى التاج (وقع) وجامع الشواهد : ٦٩ ـ وما هنا رواية سيبويه ويروى بشرا وترقبه بدلا من تأكله.