١٥ ـ بصيرة فى هل
وهى كلمة استفهام ، وقيل : حرف استخبار ، أمّا على سبيل الاستفهام فذلك لا يكون من الله تعالى.
وقيل : حرف موضوع لطلب التصديق الإيجابىّ (١) دون التصوّر ودون التّصديق السّلبىّ ، فيمتنع نحو هل زيدا ضربت ، لأن تقديم الاسم يشعر بحصول التّصديق بنفس النّسبة. ونحو : هل زيد قائم أم عمرو ، إذا أريد بأم المتّصلة (٢) ، وهل لم (٣) يقم زيد.
ونظيرها فى الاختصاص بطلب التّصديق أم المنقطعة ، وعكسها أم المتّصلة. وجميع أسماء الاستفهام فإنهنّ لطلب التصوّر ليس غير.
وأعمّ من الجميع الهمزة فإنّها مشتركة بين الطلبين.
وتفترق «هل» من الهمزة من عشرة أوجه :
أحدها : اختصاصها بالتّصديق.
والثانى : اختصاصها بالإيجاب ، تقول : هل قام دون هل لم يقم ، بخلاف الهمزة نحو : (أَلَمْ نَشْرَحْ)(٤) ، (أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ)(٥) ، (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ)(٦).
__________________
(١) أى الموجب ، وذلك نحو هل قام زيد ، وهل زيد قائم فتساوى الهمزة فى ذلك.
(٢) وذلك أن أم المتصلة لا تقع إلا بعد الهمزة ويطلب بهما تعيين أحد الأمرين ، أما هل فلا يطلب بها ذلك. فإذا كانت أم منقطعة فإنها تقع بعد هل كغيرها من أدوات الاستفهام ، وهى تفيد الاضراب عما قبلها وهو هنا الإضراب عن السؤال عن قيام زيد وجعله عمرا وعليه فلم تخرج هل معها عن حقيقة وضعها وهو طلب التصديق.
(٣) امتنع ذلك لأن هل لا تدخل على منفى.
(٤) صدر سورة الشرح.
(٥) الآية ١٢٤ سورة آل عمران.
(٦) الآية ٣٦ سورة الزمر.