٢٥ ـ بصيرة فى هوى
الهوى : ميل النّفس إلى الشّهوة. ويقال ذلك للنّفس المائلة إلى الشّهوة ، قال الله تعالى : (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى)(١). وقال بعض العارفين :
إنّى بليت بأربع يرميننى |
|
بالنّبل من قوس لها توتير |
إبليس والدّنيا ونفسى والهوى |
|
يا ربّ أنت على الخلاص قدير |
وقيل : الهوى : العشق ، ويكون فى الخير والشرّ. والهوى أيضا : إرادة النّفس. والهوى : المحبّة ، هويه يهواه ، وهو هو ، وهى هوية ، قال :
أراك إذا لم أهو أمرا هويته |
|
ولست لما أهوى من الأمر بالهوى (٢) |
وهو من أهل الأهواء ، ذمّ.
وقد عظّم الله تعالى ذمّ اتّباع الهوى فى قوله : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ)(٣) ، وقوله : (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ)(٤) وقال بلفظ الجمع تنبيها على أنّ لكل واحد هوى غير هوى الآخر ، ثمّ هوى كلّ واحد لا يتناهى ، فإذا اتّباع أهوائهم نهاية الضلال والحيرة. وقال : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ)(٥)
وهوى العقاب هويّا : انقضّت على صيد أو غيره. وهوى الشىء
__________________
(١) الآية ٢٦ سورة ص.
(٢) البيت فى الأساس (هوى) بدون عزو.
(٣) الآية ٢٣ سورة الجاثية.
(٤) الآية ١٢٠ سورة البقرة.
(٥) الآية ٥٠ سورة القصص.