١٦ ـ بصيرة فى نزغ ونزف
قوله تعالى : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ)(١) النّزغ والهمز : الوسوسة ، يقول : إن نالك من الشيطان أدنى وسوسة. وقال الترمذىّ : ينزغنّك يستخفنّك. ويقال : نزغ بيننا ، أى أفسد. وقيل : النّزغ : الإغراء ، قال الله تعالى : (مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي)(٢) أى أغرى ، وقيل : أفسد.
ونزغه بكلمة ونسغه وندغه ، أى طعن فيه. والنّزغ : الغيبة قال :
واحذر أقاويل العداة النزّغ
ورجل منزغ ومنزغة ونزّاغ : ينزغ النّاس ، والهاء للمبالغة.
نزفت البئر أنزفه نزفا إذا نزحته كلّه ، ونزفت هى يتعدّى ، ولا يتعدّى ونزفت أيضا على ما لم يسمّ فاعله. ومنه الحديث : «زمزم لا تنزف ولا تذمّ» (٣). ويقال أيضا نزف الرّجل : إذا ذهب عقله ، ومنه قوله تعالى : (وَلا يُنْزِفُونَ)(٤) أى لا يسكرون. وأنزف الرّجل : سكر ، ومنه قراءة الكوفيّين (٥) فى الواقعة : (وَلا يُنْزِفُونَ) ، قال الأبيرد اليربوعىّ :
لعمرى لئن أنزفتم أو صحوتم |
|
لبئس النّدامى كنتم آل أبجرا (٦) |
__________________
(١) الآيتان ٢٠٠ سورة الأعراف ، ٣٦ سورة فصلت.
(٢) الآية ١٠٠ سورة يوسف.
(٣) النهاية : أى لا يفنى ماؤها على كثرة الاستسقاء.
(٤) من الآية ١٩ سورة الواقعة.
(٥) عاصم وحمزة والكسائى وخلف.
(٦) البيت فى اللسان (نزف) ـ وأبجر هو أبجر بن جابر العجلى وكان نصرانيا.