٢٢ ـ بصيرة فى نسى
النّسيان : ترك الإنسان ضبط ما استودع ، إمّا لضعف قلبه ، وإمّا عن غفلة ، وإمّا (١) عن قصد حتى يرتفع (٢) عن القلب ذكره. نسيته نسيانا وتناسيته ، وأنسانيه شيطان ونسّانيه ، قال تعالى : (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً)(٣).
وقوله تعالى : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى)(٤) إخبار وضمان من الله تعالى أنّه يجعله بحيث إنّه لا ينسى ما يسمعه من الحقّ.
وكلّ نسيان من الإنسان ذمّه الله تعالى به فهو ما كان أصله عن تعمّد منه لا يعذر فيه ، وما عذر فيه فإنّه لا يؤاخذ به نحو قوله صلىاللهعليهوسلم «رفع عن أمّتى الخطأ والنّسيان (٥)» ، فهو ما لم يكن سببه (٦) منه.
وقوله (فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا)(٧) هو ما كان نسيه (٨) عن تعمّد منهم وتركه على طريق الإهانة. وإذا نسب ذلك إلى الله تعالى فهو تركه إيّاهم استهانة بهم ومجازاة لما تركوه.
وقوله تعالى : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ)(٩)
__________________
(١) فى ا ، ب : «أو» وما أثبت عن المفردات.
(٢) فى المفردات : «ينحذف».
(٣) الآية ١١٥ سورة طه.
(٤) الآية ٦ سورة الأعلى.
(٥) أخرجه الطبرانى عن ثوبان كما فى (الفتح الكبير).
(٦) فى ا ، ب : «ونسيه» وما أثبت من المفردات.
(٧) الآية ١٤ سورة السجدة.
(٨) فى المفردات : «سببه».
(٩) الآية ١٩ سورة الحشر.