٣٩ ـ بصيرة فى نعم
نعم ونعم ونعام ، ونحم ونحم لغات ، وهى حروف تصديق ووعد وإعلام ، فالأوّل بعد الخبر كقام زيد وما قام زيد ، والثانى بعد افعل أو لا تفعل أو ما فى معناهما ، نحو هلّا تفعل ، وهلّا لم تفعل ، وبعد الاستفهام نحو هل تعطينى ، والثالث بعد الاستفهام فى نحو هل جاءك زيد ، ونحو : (فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا)(١).
قيل : وتأتى للتوكيد إذا وقعت صدرا نحو : نعم هذه أطلالهم ، والحقّ أنها فى ذلك حرف إعلام وأنها جواب لسؤال مقدّر.
وقرأ الكسائىّ : نعِم بكسر العين ، وهى لغة كنانة (٢) والباقون (نَعَمْ) بفتح العين. وقرأ ابن مسعود نحم بإبدال العين حاء.
قال سيبويه : أمّا نعم فعدة وتصديق (٣) ، وأمّا بلى فيوجب بها بعد النّفى ؛ فكأنّه رأى أنّه إذا قيل : قام زيد فتصديقه نعم ، وتكذيبه لا ، ويمتنع دخول بلى لعدم النّفى ، وإذا قيل : ما قام فتصديقه نعم ، وتكذيبه بلى ، ومنه : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى).(٤) وأمّا نعم فى بيت جحدر :
__________________
(١) الآية ٤٤ سورة الأعراف وجواب الآية (قالُوا نَعَمْ)
(٢) فى اتحاف فضلاء البشر (سورة الأعراف) : واختلف فى (نَعَمْ) فالكسائى بكسر العين حيث جاء وهو أربعة هنا موضعان وفى الشعراء والصافات لغة صحيحة لكنانة وهذيل خلافا لمن طعن فيها ، ووافقه الشنبوذى ، والباقون بالفتح لغة باقى العرب.
(٣) يريد أنها عدة فى الاستفهام وتصديق للإخبار ولا يريد اجتماع الأمرين فيها فى كل حال.
(٤) الآية ٧ سورة التغابن.