منيئتى فإنى أفدة. أى مستعجلة لا أتفرّغ لاتخاذ الدّباغ.
وقال ابن الأعرابىّ : النّفس : العظمة ، والنّفس : الكبر ، والنّفس : العزّة ، والنّفس : الهمّة ، والنّفس : الأنفة.
والنّفس بالتحريك : واحد الأنفاس. وفى الحديث : «أجد نفس ربّكم من قبل اليمن» (١) وهو مستعار من نفس الهواء الذى يردّه المتنفّس (٢) إلى جوفه فيبرد من حرارته ويعدّلها ، أو من نفس الرّيح الّذى يتنسّمه فيستروح إليه وينفّس عنه ، أو من نفس الرّوضة ، وهو طيب روائحها الّذى يتشمّمه فينفرج به لما أنعم به ربّ العزّة من التّنفيس والفرج وإزالة الكربة. ومنه قوله صلىاللهعليهوسلم : «لا تسبّوا الرّيح فإنّها من نفس الرّحمن» (٣) يريد بها أنّها تفرّج الكرب وتنشر الغيث وتنشئ السّحاب ، وتذهب الجدب. وقوله : من قبل اليمن أراد به ما تيسّر له من أهل المدينة على ساكنيها السّلام من النّصرة والإيواء ، ونفّس الله الكرب عن المؤمنين بأهلها ، وهم يمانون. ويقال : أنت فى نفس من أمرك ، أى فى سعة. واعمل وأنت فى نفس من عمرك ، أى فى فسحة قبل الهرم (٤) والمرض ونحوهما. قال : الأزهريّ : النّفس فى هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر الحقيقىّ من نفّس ينفّس تنفيسا ونفسا ، كما يقال : فرّج يفرّج تفريجا ، وفرجا ، كأنّه قال أجد تنفيس
__________________
(١) الفائق : ٣ / ١١٥. وقوله : من قبل اليمن أراد به ما تيسر له من أهل المدينة من النصرة والإيواء ، والمدينة يمانية (فائق).
(٢) فى اللسان : التنفس إلى الجوف.
(٣) من حديث أخرجه الإمام أحمد فى مسنده عن أبى هريرة كما فى (الفتح الكبير) برواية فإنها من روح الله تعالى.
(٤) فى ب : الفقر وبعدها حرف (م) مما يشير إلى تصحيفه عن الهرم.