١٧ ـ بصيرة
فى ذكر هامان
وهو اسم أعجمىّ ، وقد تقدّمت نظائره ، وكان وزير فرعون ، وأصله من خراسان من قرية يقال لها بوشنج (١) ، وكان قد قرأ كتب المتقدّمين ، وكان له اليد الطّولى فى حساب النّجوم وكان يستدلّ من طالعه على مجمل أحواله وأحوال فرعون ، فاتّفقا وسافرا جميعا من خراسان إلى أن بلغ أمرهما ما بلغ. وذكر شواهد شقاوته وخذلانه فى مواضع من الكتاب العزيز ، قال الله تعالى : (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ)(٢) ، (وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ)(٣) ، (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)(٤) ، (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى) إلى قوله (فِرْعَوْنَ وَهامانَ)(٥) ، (فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ)(٦) ، (يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً)(٧).
يقال : خمسة وزراء ما لهم سادس ، اثنان مسلمان وثلاثة كفّار ، امّا المسلمان فهارون وزير موسى (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي)(٨) ، والثّانى آصف بن برخيا وزير سليمان عليهالسلام. وأمّا الثلاثة الكفرة : فبوزرجمهر وزير نوشروان ، وأرسطاطاليس وزير ذى القرنين ، وهامان وزير فرعون. قال :
من كان فى وداده خوّانا |
|
فارق من فساده الإخوانا |
زاد على عدوانه عدوانا |
|
كأنّه معاقل هامانا |
__________________
(١) ا ، ب : توشيخ (تصحيف)
(٢) الآية ٨ سورة القصص
(٣) الآية ٣٩ سورة العنكبوت
(٤) الآية ٦ سورة القصص
(٥) الآيتان ٢٣ ، ٢٤ سورة غافر
(٦) الآية ٣٨ سورة القصص
(٧) الآية ٣٦ سورة غافر
(٨) الآيتان ٢٩ ، ٣٠ سورة طه