يُظْلَمُونَ) بنسبة خلاف ما هو حالهم إليهم ومجازاتهم به أو قضى بينهم بإنجاء من اهتدى به وإثابته وإهلاك من ضلّ وتعذيبه لظهور أسباب ذلك بوجوده.
[٤٨] (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٨))
(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) إنكار لاحتجابهم عن القيامة وعدم وقوفهم على معناها إذ لو علموا كيفيته بارتفاع حجبهم بالتجرد عن ملابس النفس صدّقوهم في ذلك وما أنكروا.
[٤٩ ـ ٥٦] (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً إِلاَّ ما شاءَ اللهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (٤٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً أَوْ نَهاراً ما ذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (٥٠) أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (٥١) ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٥٢) وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (٥٣) وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٥٤) أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٥٥) هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٥٦))
(قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي) إلى آخره ، درّجهم إلى شهود الأفعال بسلب الملك والتأثير عن نفسه ووجوب وقوع ذلك عنه بمشيئة الله ليعرفوا آثار القيامة ، ثم لوّح إلى أن القيامة الصغرى هي بانقضاء آجالهم المقدّرة عند الله بقوله : (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ) إلى آخره.
[٥٧] (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (٥٧))
(يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ) أي : تزكية لنفوسكم بالوعد والوعيد والإنذار والبشارة والزجر عن الذنوب المورطة في العقاب والتحريض على الأعمال الموجبة للثواب لتعملوا على الخوف والرجاء (وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ) أي : القلوب من أمراضها كالشك والنفاق والغلّ والغش وأمثال ذلك بتعليم الحقائق والحكم الموجبة لليقين وتصفيتها لقبول المعارف والتنوّر بنور التوحيد ، والتهيؤ لتجليات الصفات (وَهُدىً) لأرواحكم إلى الشهود الذاتي (وَرَحْمَةٌ) بإفاضة الكمالات اللائقة بكل مقام من المقامات الثلاث بعد حصول الاستعداد في مقام النفس بالموعظة ومقام القلب بالتصفية ومقام الروح بالهداية (لِلْمُؤْمِنِينَ) بالتصديق أولا ثم باليقين ثانيا ثم بالعيان ثالثا.