سورة السجدة
[١ ـ ٤] (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(الم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣) اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (٤))
(الم) أي : ظهور الذات الأحديّة والصفات والحضرات الأسمائية هو (تَنْزِيلُ) كتاب العقل الفرقاني المطلق على الوجود المحمدي (مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) بظهوره في مظهره بصورة الرحمة التامة (اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما) باحتجابه بها في الأيام الستة الإلهية التي هي مدة دور الخفاء من لدن آدم عليهالسلام إلى دور محمد عليه الصلاة والسلام (ثُمَّ اسْتَوى) على عرش القلب المحمدي للظهور في هذا اليوم الأخير الذي هو جمعة تلك الأيام بالتجلي بجميع صفاته ، فإن استواء الشمس هو كمال ظهورها في الإشراق ونشر الشعاع ، ولهذاقال عليهالسلام : «بعثت في نسم الساعة» ، فإن وقت بعثته طلوع صبح الساعة ووسط نهار هذا اليوم وقت ظهور المهدي عليهالسلام ، ولأمر ما استحبّ قراءة هذه السورة في صبح يوم الجمعة. (ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ) عند ظهوره (مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ) لفناء الكل فيه (أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) العهد الأول من ميثاق الفطرة عند ظهور الوحدة.
[٥ ـ ١٠] (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٥) ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٦) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ (٧) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (٨) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (٩))
(وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ (١٠) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) بالإخفاء والخلاقية من سماء ظهور الوحدة إلى أرض خفائها وغروبها في الأيام الستة (ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ) بالظهور في هذا اليوم السابع الذي كان (مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ذلِكَ) المدبّر (عالِمُ الْغَيْبِ) وحكمة الخفاء في الستة (وَالشَّهادَةِ) أي : الظهور في هذا اليوم (الْعَزِيزُ) المنيع بستور الجلال في الاحتجاب (الرَّحِيمُ) بكشفها وإظهار الجمال