سورة النجم
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١ ـ ٧] (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (١) ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (٢) وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (٣) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى (٤) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (٥) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى (٦) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى (٧) وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) أقسم بالنفس المحمدية إذا فنيت وغربت عن محل الظهور وسقطت عن درجة الاعتبار في الظهور والحضور (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ) بالوقوف مع النفس والانحراف عن المقصد الأقصى بالميل لها (وَما غَوى) بالاحتجاب بالصفات والوقوف معها في مقام القلب (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) بظهور صفة النفس في التلوين (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) إليه من وقت وصوله إلى أفق القلب الذي هو سماء الروح إلى انتهائه إلى الأفق الأعلى الذي هو نهاية مقام الروح المبين (عَلَّمَهُ) روح القدس الذي هو (شَدِيدُ الْقُوى) قاهر لما تحته من المراتب مؤثر فيها تأثيرا قويا (ذُو مِرَّةٍ) ذو متانة وأحكام في علمه لا يمكن تغيره ونسيانه (فَاسْتَوى) فاستقام على صورته الذاتية والنبي بالأفق الأعلى لأنه حين كون النبي بالأفق المبين لا ينزل على صورته لاستحالة تشكل الروح المجرد في مقام القلب إلا بصورة تناسب الصور المتمثلة في مقامه ولهذا كان يتمثل بصورة دحية الكلبي وكان من أحسن الناس صورة وأحبهم إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إذ لو لم يتمثل بصورة يمكن انطباعها في الصدر لم يفهم القلب كلامه ولم ير صورته. وأما صورته الحقيقية التي جبل عليها فلم تظهر للنبي عليهالسلام إلا مرتين عند عروجه إلى الحضرة الأحدية ووصوله بمقام الروح في الترقي وعند نزوله عنها ورجوعه إلى المقام الأول عند سدرة المنتهى في التدلي.
[٨ ـ ٩] (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (٨) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى (٩))
(ثُمَّ دَنا) رسول الله صلىاللهعليهوسلم وترقى عن مقام جبريل بالفناء في الوحدة والترقي عن مقام الروح ، وفي هذا المقامقال جبريل عليهالسلام : «لو دنوت أنملة لاحترقت» ، إذ وراء مقامه ليس إلا الفناء في الذات والاحتراق بالسبحات (فَتَدَلَّى) أي : مال إلى الجهة الإنسية بالرجوع من الحق إلى الخلق حال البقاء بعد الفناء والوجود الموهوب الحقاني (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ) أي : كان عليهالسلام مقدار دائرة الوجود الشاملة للكل المنقسمة بخط موهوم إلى قوسين باعتبار الحق والخلق ، والاعتبار هو الخط الموهوم القاسم للدائرة إلى نصفين. فباعتبار البداية