سورة الواقعة
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١ ـ ٣] (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (٢) خافِضَةٌ رافِعَةٌ (٣) إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) أي : القيامة الصغرى (لَيْسَ لِوَقْعَتِها) نفس تكذب على الله أن البعث وأحوال الآخرة لا تكون ، لأن كل نفس تشاهد أحوالها من السعادة والشقاوة (خافِضَةٌ رافِعَةٌ) تخفض الأشقياء إلى الدركات وترفع السعداء إلى الدرجات.
[٤ ـ ٩] (إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا (٥) فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا (٦) وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (٧) فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (٨))
(وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (٩) إِذا رُجَّتِ) أي : حركت وزلزلت أرض البدن بمفارقة الروح تحريكا يخرج به جميع ما فيها وينهدم معه جميع أعضائه (وَبُسَّتِ) أي : فتتت جبال العظام بصيرورتها رميما ورفاتا أو سيقت وأذهبت حتى صارت (هَباءً مُنْبَثًّا وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً) السعداء الذين هم الأبرار والصلحاء من الناس ، والأشقياء الذين هم الأشرار والمفسدون من الناس.
وإنما سمى الأولون أصحاب الميمنة لكونهم أهل اليمن والبركة أو لكونهم متوجهين إلى أفضل الجهتين وأقواهما التي هي الجهة العليا وعالم القدس ، وسمى الآخرون أصحاب المشأمة لكونهم أهل الشؤم والنحوسة أو لكونهم متوجهين إلى أرذل الجهتين وأضعفهما التي هي الجهة السفلى وعالم الحسّ.
[١٠ ـ ١٤] (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (١٢) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (١٤))
(وَالسَّابِقُونَ) الموحدون الذين سبقوا الفريقين وجاوزوا العالمين بالفناء في الله (السَّابِقُونَ) أي : الذين لا يمكن مدحهم والزيادة على أوصافهم (أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) حال التحقق بالوجود الحقاني بعد الفناء (فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) من جميع مراتب الجنان (ثُلَّةٌ) أي : جماعة كثيرة (مِنَ الْأَوَّلِينَ) أي : المحبوبين الذين هم أهل الصف الأول من صفوف الأرواح ، أهل العناية الأولى في الأزل (وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) أي : المحبين الذين تتأخر مرتبتهم عن مرتبة المحبوبين أهل الصف الثاني ، ووصفوا بالقليل لأن المحب قلما يدركه شأو