سورة الحديد
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١ ـ ٢] (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢) سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أظهر كل موجود تنزيهه عن الإمكان وقبول الفناء بوجوده الإضافي وثباته (وَهُوَ الْعَزِيزُ) القوي الذي يقهرها ويجبرها (الْحَكِيمُ) الذي يرتب كمالاتها وعن العجز بحدوثه وتغيره وعن جميع النقائص بإظهار كمالات كل موجود ونظامها على ترتيب حكمي.
[٣ ـ ٦] (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤) لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٥) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٦))
(هُوَ الْأَوَّلُ) الذي يبتدئ منه الوجود الإضافي باعتبار إظهاره (وَالْآخِرُ) الذي ينتهي إليه باعتبار إمكانه وانتهاء احتياجه إليه فكل شيء به يوجد وفيه يفنى ، فهو أوله وآخره في حالة واحدة باعتبارين (وَالظَّاهِرُ) في مظاهر الأكوان بصفاته وأفعاله (وَالْباطِنُ) باحتجابه بماهياته وبذاته (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) لأن عين ماهيته صورة من صور معلوماته إذ صور الأشياء كلها في اللوح المحفوظ وهو يعلم اللوح مع تلك الصور بعين ماهية اللوح المنقش بتلك الصور فعلمه بها عين علمه بذاته.
(خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) من الأيام الإلهية أي : الآلات الستة التي هي من زمان آدم إلى زمان محمد عليهماالسلام جميع مدّة دور الخفاء ، أي : احتجب بها فظهر الخلق دونه إذ الخلق احتجاب الحق بالأشياء وهذا الزمان زمان الاحتجاب كما ذكر في (الأعراف).
(ثُمَّ اسْتَوى) على عرش القلب المحمدي بالظهور في جميع الصفات غير محتجب