سورة النبأ
[١ ـ ١٦]
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(عَمَّ يَتَساءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (٣) كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (٤) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (٥) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (٦) وَالْجِبالَ أَوْتاداً (٧) وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (٨) وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً (٩) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً (١٠) وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (١١) وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً (١٢) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (١٣) وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً (١٤) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً (١٥) وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً (١٦) عَمَّ يَتَساءَلُونَ* عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) النبأ العظيم هو القيامة الكبرى ، ولذلك قيل في أمير المؤمنين علي عليهالسلام :
هو النبأ العظيم وفلك نوح
أي : الجمع والتفصيل باعتبار الحقيقة والشريعة لكونه جامعا لهما.
[١٧] (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (١٧))
(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) أي : يوم يفصل بين الناس ويفرق السعداء من الأشقياء وبين كل طائفة من الفريقين باعتبار تفاوت الهيئات والصور والأخلاق والأعمال وتناسبها (كانَ) عند الله وفي علمه وحكمه (مِيقاتاً) حدّا معينا ووقتا موقتا ينتهي الخلق إليه.
[١٨] (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (١٨))
(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) باتصال الأرواح بالأجساد ورجوعها بها إلى الحياة (فَتَأْتُونَ أَفْواجاً) فرقا مختلفة كل فرقة مع إمامهم على حسب تباين عقائدهم وأعمالهم وتوافقها.
وعن معاذ رضي الله عنه أنه سأل عنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «يا معاذ! سألت عن أمر عظيم من الأمور» ثم أرسل عينيه وقال : «يحشر عشرة أصناف من أمتي بعضهم على صورة القردة وبعضهم على صورة الخنازير وبعضهم منكسون أرجلهم فوق وجوههم يسحبون عليها ، وبعضهم عميا وبعضهم صمّا بكما وبعضهم يمضغون ألسنتهم فهي مدلاة على صدورهم يسيل القيح من أفواههم يتقذرهم أهل الجمع ، وبعضهم مقطّعة أيديهم وأرجلهم ، وبعضهم مصلّبون على جذوع من نار ، وبعضهم أشدّ نتنا من الجيف ، وبعضهم ملبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم. فأما الذين على صورة القردة فالقتات من الناس ، وأما الذين على صورة