سورة الشمس
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (وَالشَّمْسِ وَضُحاها (١))
(وَالشَّمْسِ) أقسم بشمس الروح وضوئها المنتشر في البدن الساطع على النفس.
[٢] (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (٢))
(وَالْقَمَرِ) أي : قمر القلب إذا تلى الروح في التنوّر بها وإقباله نحوها واستضاءته بنورها ولم يتبع النفس فينخسف بظلمتها.
[٣] (وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها (٣))
(وَالنَّهارِ) ونهار استيلاء نور الروح وقيام سلطانها واستواء نورها (إِذا جَلَّاها) وأبرزها في غاية الظهور كالنهار عند الاستواء في تجلية الشمس.
[٤] (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (٤))
(وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) أي : ليل ظلمة النفس إذا سترت الروح فإن وجود القلب الذي هو محل المعرفة وعرش الرحمن لا يكون إلا بامتزاج نور الروح وظلمة النفس كأنه موجود مركب منهما متولد من اجتماعهما ولو لا ظلمة النفس لم تستبن المعاني في القلب ، فلم تضبط كما في حيز الروح لغاية صفائها ونوريتها وإن كانت الثلاثة حقيقة واحدة تختلف أسماؤها بحسب اختلاف مراتبها.
[٥] (وَالسَّماءِ وَما بَناها (٥))
(وَالسَّماءِ) أي : الروح الحيوانية التي هي سماء هذا الوجود والقادر الذي بناها.
[٦] (وَالْأَرْضِ وَما طَحاها (٦))
(وَالْأَرْضِ) أي : البدن والخالق الذي طحاها.
[٧] (وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (٧))
(وَنَفْسٍ) أي : القوة الحيوانية المنطبعة في الروح الحيوانية المسماة باصطلاح أهل الشرع والتصوّف النفس مطلقا أو الجملة أو النفس الناطقة والحكيم الذي (سَوَّاها) عدّلها بين