سورة الزلزلة
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (١) إِذا زُلْزِلَتِ) أرض البدن عند نزع الروح الإنساني باضطراب الروح الحيواني والقوى (زِلْزالَها) الذي استوجبته في تلك الحالة المؤذنة بخرابها وانتقاض بنيتها.
[٢] (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (٢))
(وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) أي : متاعها التي هي بها ذات قدر من القوى والأرواح وهيئات الأعمال والاعتقادات الراسخة في القلب جمع ثقل وهو متاع البيت
[٣] (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها (٣))
(وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) أي : ما لها زلزلت واضطربت ما طبّها ، ما داؤها؟ الانحراف المزاج أم لغلبة الأخلاط.
[٤ ـ ٥] (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (٥))
(يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) بلسان حالها (بِأَنَّ رَبَّكَ) أشار إليها وأمرها بالاضطراب والخراب وإخراج الأثقال عند زهوق الروح وتحقق الموت.
[٦] (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ (٦))
(يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ) عن مراقدهم ومخارج أبدانهم إلى مواثيقهم ومواطن حسابهم وجزائهم (أَشْتاتاً) متفرّقين سعداء وأشقياء (لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ) أي : جزاءها بما أثبت في صحائف نفوسهم من صورها وهيئاتها.
[٧ ـ ٨] (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨))
(فَمَنْ يَعْمَلْ) من السعداء (مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ) من الأشقياء (مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) والمخصص لعموم من في ، فمن يعمل في الموضعين. قوله أشتاتا لأن خيرات الأشقياء محبطة بالكفر والاحتجاب وشرور السعداء معفوّة بالإيمان والتوبة وغلبة الخيرات وسلامة الفطرة.