سورة قريش
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١ ـ ٢] (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (٢) لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) القوى الروحانية وإيقاع مؤالفتها وموافقتها ومسالمتها في اكتساب الفضائل واتحادها في التوجه نحو الكمال في الرحلتين (رِحْلَةَ الشِّتاءِ) وبعد شمس الروح عن سمت رؤوسهم والأوى إلى غور البدن وترتيب مصالح المعاش وإصلاح أحوال البدن والقيام بضرورياته وعمارته ورحلة صيف قرب تلك الشمس من سمت رؤوسهم والرقيّ إلى أنجاد عالم القدس والتلقي لروح اليقين.
[٣ ـ ٤] (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤))
(فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ) بالتوحيد وتخصيص العبادة به والتوجه نحوه بعد معرفته (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ) أطعمة المعاني اليقينية والمعارف الحقيقية والحقائق الإلهية (مِنْ جُوعٍ) داعية الاستعداد وتقاضي الفطرة في سنة الجهل البسيط (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) استيلاء حبشة القوى النفسانية وتخطفهم إياهم ومنعهم عن الانقياد والسعي في تخريب الديار والأسر عن الاختيار والاستئصال بالدمار والبوار والله الموفق. والسورتان كانتا في مصحف أبيّ سورة واحدة وبعض كبار الصحابة قرأهما في ثانية المغرب معا والسلام.