سورة الكوثر
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١ ـ ٣] (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣))
(إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) أي : معرفة الكثرة بالوحدة وعلم التوحيد التفصيلي وشهود الوحدة في عين الكثرة بتجلي الواحد الكثير والكثير الواحد وهو نهر في الجنة من شرب منه لم يظمأ أبدا (فَصَلِّ لِرَبِّكَ) أي : إذا شاهدت الواحد في عين الكثرة فصلّ بالاستقامة الصلاة التامة بشهود الروح وحضور القلب وانقياد النفس وطاعة البدن بالتقلّب في هياكل العبادات فإنها الصلاة الكاملة الوافية بحقوق الجمع والتفصيل (وَانْحَرْ) بدنة أنائيتك لئلا تظهر في شهودك بالتلوين ونسلبك مقام التمكين ، وكن مع الحق بالفناء الصرف ، باقيا ببقائه أبدا ، فلا تكون أبتر في وصولك وحالك واتصال أمتك الذين هم ذريتك بك (إِنَ) مبغضك الذي على خلاف حالك المنقطع عن الحق (هُوَ الْأَبْتَرُ) لا أنت ، فإنك الباقي ببقائه الدائم المتصل بك ذرياتك الحقيقة من أهل الإيمان أبد الآبدين المذكور فيهم دهر الداهرين وهو الفاني بالحقيقة الهالك الذي لا يوجد ولا يذكر ولا ينسب إليه ولد حقيقة ، والله أعلم.