سورة تبت
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١ ـ ٢] (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢))
(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) أي : هلك ما هو سبب عمله الخبيث الذي استحق به الجهنمي الملازم لنار الهلاك وهلك ذاته الخبيثة لاستحقاقها بحسب استعدادها ، أي : استحق النار بذاته وبوصفه نارا على نار ولذلك ذكره بكنيته الدالة على لزومه إياها (ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) أي : ما نفعه ماله الأصلي من العلم الاستعدادي الفطري ولا مكسوبه لعدم مطابقة اعتقاده لما في نفس الأمر وكلاهما متعاونان في تعذيبه وما يجدي له أحدهما.
[٣ ـ ٤] (سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤))
(سَيَصْلى ناراً) عظيمة لاحتجابه بالشرك (ذاتَ لَهَبٍ) زائد على أصله لخبث أعماله وهيئاتها فيصلى بالاعتقاد الفاسد والعمل السيئ هو (وَامْرَأَتُهُ) متقارنين فيها (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) أي : التي تحمل أوزار آثامها وهيئات أعمالها الخبيثة التي هي وقود نار جهنم وحطبها.
[٥] (فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥))
(فِي جِيدِها حَبْلٌ) قويّ مما مسد ، أي : فتل فتلا قويّا من سلاسل النار لمحبتها الرذائل والفواحش فربطت هيئاتها وآثامها بذلك الحبل إلى عنقها تعذيبا لها بما يجانس خطاياها ، والله أعلم.