سورة الفلق
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) أي : ألتجئ إلى الاسم الهادي وألوذ به بالاتصاف به والاتصال بروح القدس في الحضرة الأسمائية لأن الفلق هو نور الصبح المقدّم على طلوع الشمس ، أي : بربّ نور صبح تجلي الصفات الذي هو مقدمة طلوع نور الذات ، وربّ نور صبح الصفات هو الاسم الهادي وكذا معنى كل مستعيذ بربّه من شرّ شيء فإنه يستعيذ بالاسم المخصوص بذلك الشيء كاستعاذة المريض مثلا بربّه فإنه يستعيذ بالشافي ، وكاستعاذة الجاهل من جهله بالعليم.
[٢] (مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢))
(مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) أي : من شرّ الاحتجاب بالخلق وتأثيرهم فيه فإن من اتصل بعالم القدس في حضرة الأسماء واتّصف بصفاته تعالى أثر في كل مخلوق ولم يتأثر من أحد لأنهم في عالم الآثار ومقام الأفعال وقد ارتقى هو عن مقام الأفعال إلى مباديها من الصفات.
[٣] (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣))
(وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) أي : من شرّ الاحتجاب بالبدن المظلم إذا دخل ظلامه كل شيء واستولى وأثر بتغيرات أحواله وانحراف مزاجه في القلب لمحبة القلب له وميله إليه وانجذابه نحوه.
[٤] (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (٤))
(وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ) أي : القوى النفسانية من الوهم والتخيّل والغضب والشهوة ونحوها التي تنفث في عقد عزائم السالكين بإيهانها بالدواعي الشيطانية وحلها ونكثها بالوساوس والهواجس.
[٥] (وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (٥))
(وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) أي : النفس إذا حسدت تنوّر القلب فانتحلت صفاته ومعارفه باستراق السمع ، فطغت وظهرت عليه وحجبته وذلك هو التلوين في مقام القلب.
ويجوز أن يكون الغاسق هو النفس المستولية الحاجبة بظلمة صفاتها للقلب والحاسد هو القلب