والعاشق للمعشوق ، والنجوم لما تؤثر فيه على رأي أهلها.
وقيل : هو تغير يحدثه الله ـ عزوجل ـ مقارنا لرؤية الرائي تنبيها له على أن الدار دار تغير وزوال ، فلا يغتر بما هي عليه من حسن الحال تزهيدا له فيها / [١١١ أ / م] وترغيبا عنها ، وقيل غير ذلك.
(فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) (٧٠) [يوسف : ٧٠] إلى آخر القصة ، إن كان قوله ـ عزوجل ـ :
(وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (١١٢) [النساء : ١١٢] عاما مطلقا في جميع الشرائع والأمم فيحتمل / [٢٣٩ / ل] أنه مخصوص بهذه الواقعة ونحوها مما أذن الله ـ عزوجل ـ فيه ؛ أو تضمن مصلحة لا يسمى خطيئة حتى يخص به عموم الخطيئة.
(ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يا أَبانا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَما شَهِدْنا إِلَّا بِما عَلِمْنا وَما كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ) (٨١) [يوسف : ٨١] يحتج به من رأى الظن نوع علم ؛ لأنهم سموا ما حصل لهم علما ، وإنما كان ظنا باطلا لظهور كذبه بعد بأن ابنه سرق تهمة ولم يسرق حقيقة.
وأجيب بأنهم سموا الظن علما مجازا لما شابه العلم في قوته ، وبالجملة فبين العلم والظن قدر مشترك يصلح علاقة للتجوز ، وهو الرجحان ونظير هذه المسألة في «سبحان» و «الامتحان».
(وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها وَإِنَّا لَصادِقُونَ) (٨٢) [يوسف : ٨٢] أي : أهلها وهو من باب مجاز الحذف والنقصان ، والمجاز إما بزيادة نحو (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى : ١١] أو بنقصان نحو (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف : ٨٢] أو بنقل واستعارة نحو (وَجْهَ النَّهارِ) [آل عمران : ٧٢] و (وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً) (٢٤) [الإسراء : ٢٤] وأشباه ذلك.
(قالُوا تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ) (٩٥) [يوسف : ٩٥] أي : الذي سبق في قولهم : (إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ