وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ) (٤١) [الرعد : ٤١] أي لا معارض ممانع ولا مستدرك ، ولا طاعن على حكمته كإبليس ونحوه ، فحاصله أنه لا ناقض لحكمه ولا طاعن في حكمته ، وفيها إشارة إلى نحو (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ) (٢٣) [الأنبياء : ٢٣] في التسليم للأقدار والأحكام.
(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (٤٣) [الرعد : ٤٣] لما قدح الكفار في رسالته أمر بمحاكمتهم إلى من عنده علم الكتاب ، وهم علماء بني إسرائيل ممن عرف الحق فاتبعه كعبد الله بن سلام ونحوه ؛ لأنهم يعلمون أنه نبي موعود به في الكتب السابقة على لسان الأنبياء المتقدمين.
وقيل : المراد بمن عنده علم الكتاب هو الله ـ عزوجل ـ عنده علم كل شيء في كتاب مبين. أي : إن أنكرتم رسالتي ، فيكفيني الله شهيدا على صدقي ، وهو يقضي بيني وبينكم بالنصرة في الدنيا والآخرة ، وكذلك كان ، والله ـ عزوجل ـ أعلم بالصواب.