(أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (١٧) [النحل : ١٧] هذا من أدلة التوحيد ، وقد سبق تقريره.
(ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ) (٢٧) [النحل : ٢٧] لا ينبغي لعالم أن يغفل عن هذه ، فإنها قاطعة بأن لأهل العلم مقالا بين يدي الله ـ عزوجل ـ يوم القيامة ، وأنه ربما حكم بقولهم هناك إكراما لهم كما أجرى أحكامه على ألسنتهم في الدنيا.
(وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ) (٣٠) [النحل : ٣٠] هو عام في المحسنين مطلق في الحسنة ، فكل محسن لا بد له في الدنيا من حسنة جزاء كثيرا أو قليلا ، ولو وصف الإحسان.
(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يَجْزِي اللهُ الْمُتَّقِينَ) (٣١) [النحل : ٣١] عام مطرد ، لا يقال : لو شاءوا الظلم أو الزنا لم يكن لهم فيها ، لأنا نقول : يصرفون عنه فلا يشاءونه / [١١٨ أ / م] لغناهم عنه بخير منه ، أو لمجرد الصرف عنه.
(وَقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (٣٥) [النحل : ٣٥] سبق القول على نظيرها في الأنعام.
(وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (٣٦) [النحل : ٣٦] عام أريد بها الخاص ، أي في كل أمة من البشر ونحوهم ، وربما زعم قوم أنها مطردة في أمم الحيوان كالطيور والسباع والأنعام بناء على أنهم عقلاء ، وفيه خلاف / [٢٥٢ / ل] مشهور ، ويحتج له بنحو : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا