على الجامع وهو الإمكان والقدرة بقوله ـ عزوجل ـ : (فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٥٠) [الروم : ٥٠] والإمكان من لوازم المقدورية.
(كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (٥٩) [الروم : ٥٩] أي يختم عليها ، وقد سبق معناه.
فإن قيل : أي فائدة في الطبع على قلب من لا يعلم؟ وهل هو إلا تحصيل الحاصل ، أو شبيه به؟
والجواب : أن المراد يطبع على قلب من لا يستعمل العلم بالنظر في آيات الحق ، فعبر بالعلم عن استعماله ، ألا ترى أن هذا وقع عقيب قوله ـ عزوجل ـ : (وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ) (٥٨) [الروم : ٥٨] أي : يبادرون بالإنكار والعناد ، ولا ينظرون في أدلة الحق ليعرفوه.
* * *