ظاهر العدل ، وإن لزمتهم به في باطن العدل ، كما قالته الجبرية ، إذا الله ـ عزوجل ـ غير متهم على خلقه.
(وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ) (٢١) [سبأ : ٢١] اعلم أن المكلف إما مصدق بالآخرة جازم أو مكذب بها جازم أو شاك فيها متردد ، وهو ملحق بالمكذب ، لأن الإيمان هو التصديق الجازم والشك والتردد ينافي الجزم.
(قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (٢٥) [سبأ : ٢٥] هذا وعيدي محكم.
(وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٢٨) [سبأ : ٢٨] قيل : معناه للناس كافة ، ففيه التصريح بعموم الدعوة وقيل : كافا لهم عن الشرك والشر ، والتاء للمبالغة مثلها في : علامة ونسابة وداهية.
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ) (٤٠) [سبأ : ٤٠] ، تقتضي أن الجن ليسوا من الملائكة ، وإلا كان ذلك ضعفا في حجة الملائكة ، إذ ينفون المعبودية عنهم ويضيفونها إلى طائفة منهم ، ويتبع هذا أن إبليس من الجن ، لا من الملائكة كما سبق.
* * *