من أنكر وجود الجن].
(رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) (١٧) [الرحمن : ١٧] اختلف في أي الجهتين أشرف المشرق أو المغرب.
احتج المشارقة بوجوه :
أحدها : أن الله ـ عزوجل ـ لم يذكر الجهتين في موضع إلا قدم ذكر / [٤٠٨ / ل] المشرق نحو : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) (١٧) [الرحمن : ١٧] ، و (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ) (٤٠) [المعارج : ٤٠] ، (قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (٢٨) [الشعراء : ٢٨] ، (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (٢٥٨) [البقرة : ٢٥٨] الأهم والأفضل وبدايتهم بالأشرف.
الوجه الثاني : أن الفضاء يكون مظلما بوجود الليل ، فلا يضيء إلا بطلوع الشمس من المشرق.
الوجه الثالث : أن أئمة الفقه الأربعة من المشرق ؛ وأئمة الحديث الستة من المشرق ، وأئمة العربية والقراءات من أهل المصرين من المشرق.
الوجه الرابع : أن المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال ، والأرضين الثلاث التي بورك فيها بنص القرآن وهى أرض مصر والشام وأرض الجزيرة كما بيناه في سورة (قد أفلح) كل ذلك في أرض المشرق ؛ لأن الناس اتفقوا على أن أرض مصر حد ما بين المشرق والمغرب. فما كان من مصر إلى جهة مطلع الشمس فهو مشرق يتناول اليمن والحجاز والشام والعراقين وما بعدها ، والمصر في اللغة : الحد ، ولما ذكرنا سميت مصر مصرا ، قال الشاعر :
وجاعل الشمس مصرا لا خفاء به |
|
بين النهار وبين الليل قد فصلا |
أي : حدا بينهما / [١٩٧ أ / م].
واحتج المغاربة بوجوه :