ولا أشار النبي صلىاللهعليهوسلم إلى بلدنا وقال : «الفتنة من هاهنا» (١).
أجابت المشارقة بأن هذا عدول عن تقرير المناقب إلى التعريض بالمثالب فإن لم يكن الأمر كذلك فيكفيكم أن الشمس التي هي آية النهار ، إنما تغرب عندكم فتظلم الأقطار ، وتغلق باب التوبة من جهتكم فلا ينفع بعد ذلك توبة ولا استغفار ، (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) (١٥٨) [الأنعام : ١٥٨].
(يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) (٢٢) [الرحمن : ٢٢] / [١٩٧] قيل : من الملح منهما دون الحلو ، وقد بينا أن الصواب خلاف ذلك في فاطر.
(وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) (٢٧) [الرحمن : ٢٧] قيل : ذاته ، وقيل : صفة له ، وقد سبق القول فيه في آخر الزمر.
(يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (٢٩) [الرحمن : ٢٩] ينبغي ألا يغفل عن هذه الموحدون ، فلا يطلبون من غير الله ـ عزوجل ـ ولا يسألون ، ومن يسأله الملوك كيف يعرض عن سؤاله الصعلوك.
(يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (٢٩) [الرحمن : ٢٩] ليس هذا على جهة البداء ، بل هو على جهة التصرف الأحق على وفق التقدير السابق.
(فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ) (٣٧) [الرحمن : ٣٧] ، و (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) (١) [الانشقاق : ١] ونحوه يدل على أن الأجرام العلوية تقبل الخرق والالتئام ، خلافا للفلاسفة كما سبق.
(فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ) (٥٦) [الرحمن : ٥٦] فيه أن الجن يطمثون النساء ، وربما أشعر هذا بأن مؤمنيهم في الجنة ، وليست دلالته بالقوية
__________________
(١) رواه البخاري [٣ / ١١٣٠ ، ١٢٩٣ ، ٤ / ١٥٩٥ ، ٥ / ٢٠٢٩ ، ٦ / ٢٥٩٨] ح [٢٩٣٧ ، ٣٣٢٠ ، ٤١٢٨ ، ٤٩٩٠ ، ٦٦٧٩ ، ٦٦٨٠] ورواه مسلم [٤ / ٢٢٢٨ ، ٢٢٢٩] ح [٢٩٠٥] وأحمد [٢ / ٢٢] ح [٤٧٥٤].