هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمَ الْقِيمَةِ لَارَيْبَ فِيهِ).
وعبارة «لَيَجْمَعَنَّكُمْ» تدل على الشمولية لكل البشر من أوّلهم حتى آخرهم ، حيث سيجمعون «كلهم» في يوم واحد هو يوم الحشر والقيامة.
وعبارة «لَارَيْبَ فِيهِ» الواردة في الآية وفي آيات اخرى ، إنّما هي إشارة إلى الأدلة القطعية البديهية على وقوع يوم القيامة ، مثل دليل «قانون التكامل» و «حكمة الخلق» و «قانون العدل الإلهي» المذكورة بالتفصيل في مبحث المعاد.
وتؤكد الآية في نهايتها على حقيقة أنّ الله هو أصدق الصادقين : (وَمَنْ أَصْدَقَ مِنَ اللهِ حَدِيثًا). من هنا لا يجوز أن يساور أحد الشك فيما يعد به الله من بعث ونشور وغيره من الوعود.
(فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) (٨٨)
سبب النّزول
صاحب تفسير مجمع البيان قال : إختلفوا فيمن نزلت هذه الآية فيه. فقيل : نزلت في قوم قدموا المدينة من مكة فأظهروا للمسلمين الإسلام ثم رجعوا إلى مكة لأنّهم استوخموا المدينة فأظهروا الشرك ثم سافروا ببضائع المشركين إلى اليمامة فأراد المسلمون أن يغزوهم فاختلفوا فقال بعضهم : لا نفعل فإنّهم مؤمنون. وقال آخرون : إنّهم مشركون. فأنزل الله فيهم الآية. قال : وهو المروي عن أبي جعفر عليهالسلام.
التّفسير
هذه الآية تخاطب في البداية المسلمين وتلومهم على انقسامهم إلى فئتين ، كل فئة تحكم بما يحلو لها بشأن المنافقين ، حيث تقول : (فَمَا لَكُمْ فِى الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ). وتنهى المسلمين عن الإختلاف في أمر نفر أبوا أن يهاجروا معهم ، وتعاونوا مع المشركين.
وتبين الآية بعد ذلك : إنّ الله قد سلب من هؤلاء المنافقين كل فرصة للنجاح ، وحرمهم من لطفه وعنايته بسبب ما اقترفوه وإنّ الله قد قلب تصورات هؤلاء بصورة تامة فأصبحوا