وروى أيضاً عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام أنّه قال : «ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غمّ من غموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل المسجد فيركع ركعتين يدعو الله فيها ، أما سمعت الله تعالى يقول : واستعينوا بالصّبر والصّلوة».
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (٤٧) وَاتَّقُوا يَوْماً لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ) (٤٨)
أوهام اليهود : في هذه الآيات خطاب آخر إلى بني إسرائيل فيه تذكير بنعم الله : (يَا بَنِى إِسْرَاءِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِىَ الَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ). هذه النعم سابغة واسعة النطاق ، ابتداءً من الهداية والإيمان ، وانتهاءً بالنجاة من فرعون ونيل العظمة والاستقلال.
ثم تشير الآية من بين كل هذه النعم إلى نعمة التفضيل على بقية البشر ، وهي نعمة مركبة من نعم مختلفة ، وتقول : (وَأَنّى فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ).
الآية التالية ترفض أوهام اليهود ، التي كانوا يتصورون بموجبها أنّ الأنبياء من أسلافها سوف يشفعون لهم ، أو أنّهم قادرون على دفع فدية وبدل عن ذنوبهم ، كدفعهم الرشوة في هذه الحياة الدنيا. القرآن يخاطبهم ويقول : (وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّاتَجْزِى نَّفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ).
الحاكم أو القاضي في تلك المحكمة الإلهيّة ، لا يقبل سوى العمل الصالح ، كما في الآيتي (٨٨ و ٨٩) من سورة الشعراء يقول تعالى : (يَوْمَ لَايَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).
إنّ الآية المذكورة من سورة البقرة ، تشير في الواقع إلى ما يجري من محاولات في هذه الحياة الدنيا لإنقاذ المذنب من العقاب.
ففي الحياة الدنيا قد يتقدم إنسان لدفع غرامة عن إنسان مذنب لانقاذه من العقاب ، أمّا في الآخرة فإنّه : (لَّاتَجْزِى نَفْسٌ عَنْ نَّفْسٍ).
وربّما يلجأ المذنب في هذه الحياة إلى الشفعاء لينقذوه ممّا ينتظره من الجزاء ويوم القيامة (ـ لَايُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ).