(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هذَا إِنْ هذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٣١) وَإِذْ قَالُوا اللهُمَّ إِنْ كَانَ هذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٢) وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (٣٣) وَمَا لَهُمْ أَنْ يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٣٤) وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) (٣٥)
ذُكر في الآية السابقة مثل من منطق المشركين على مستوى العمل والممارسة ، وفي هذه الآيات مثل آخر من منطقهم الفكري ، ليتّضح أنّ هؤلاء لم يمتلكوا سلامةً في الفكر ولا صحة في العمل ، فجميع أساليبهم خاوية بغير أساس. تقول الآية الاولى من الآيات محل البحث : (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْءَايَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هذَا إِنْ هذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ).
كانوا يقولون مثل هذا الكلام عند ما يعجزون عن مواجهة القرآن ومعارضته ، وكانوا يعرفون جيداً أنّهم غير قادرين على معارضة القرآن.
والآية التالية تتحدث عن منطق عجيب آخر فتقول : (وَإِذْ قَالُوا اللهُمَّ إِن كَانَ هذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ).
لقد كانوا يقولون ذلك لشدّة تعصبهم وعنادهم ، وكانوا يتصورون أنّ الدين الإسلامي لا أساس له أبداً ، وإلّا فإنّ أحداً يحتمل حقانية الإسلام كيف يمكنه أن يدعو على نفسه بمثل هذا الدعاء؟
وفي ماتقدم من الآيات نلاحظ أنّ المشركين وجّهوا إلى النبي صلىاللهعليهوآله اشكالين :
الأوّل منهما : واضح البطلان وهو قولهم : لو نشاء لقلنا مثل هذا.
والإشكال الثاني : لو كانت هذه الآيات نازلة من قبل الله فأنزل علينا العقاب والبلاء ، فيردّ عليهم القرآن في الآية الثالثه ، من الآيات محل البحث ، بقوله : (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ).