الإمداد والعون الإلهي ، وإلّا فإنّه لا يوفّق في مسيره ، ولا شك أنّ هذا الإمداد والعون يشمل اولئك الذين يخطون خطواتهم الاولى بإرادتهم واختيارهم فحسب وكانت فيهم اللياقة والجدارة لهذا الإمداد. (فلاحظوا بدقة).
بحثان
١ ـ مسألة الخلود في القرآن : معنى «الخلود» لغة البقاء الطويل ، كما جاء بمعنى الأبد أيضاً ، فكلمة «الخلود» لا تعني الأبد وحده لأنّه تشمل كل بقاء طويل. ولكن ذُكرت في كثير من آيات القرآن مع قيود يفهم منها معنى الأبد ، فمثلاً في الآية (١٠٠) من سورة التوبة ، والآية (١١) من سورة الطلاق ، والآية (٩) من سورة التغابن ، حين تذكر هذه الآيات أهل الجنّة تأتي بالتعبير عنهم (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) ومفهومها أبدية الجنة لهؤلاء ، ونقرأ في آيات القرآن الاخرى وصف أهل النار كالآية (١٦٩) من سورة النساء ، والآية (٢٣) من سورة الجن هذا التعبير أيضاً (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) وهو دليل على عذابهم الأبدي.
وتعبيرات اخرى مثل الآية (٣) من سورة الكهف (مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا) والآية (١٠٨) من سورة الكهف أيضاً : (لَايَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً) وأمثالها تدل بصورة قطعية على أنّ طائفة من أهل الجنة وطائفة من أهل النار سيبقون في العذاب أو النعمة.
فالآيات ـ محل البحث ـ أيضاً تبيّن الدوام.
٢ ـ أسباب السعادة والشقاء : السعادة ضالة كل الناس ، وهي توفّر أسباب تكامل الفرد في المجتمع ، والنقطة المقابلة لها هي الشقاء وهو عبارة عن عدم مساعدة الظروف للنجاح والتقدم والتكامل. ولكن ينبغي الإلتفات إلى أنّ أساس السعادة أو الشقاء هو إرادة الإنسان نفسه ، فهو يستطيع أن يوفر الوسائل لترشيد نفسه وحتى مجتمعه ، وهو الذي يستطيع أن يواجه عوامل الشقاء ويهزمها أو يستسلم لها.
وليس الشقاء أو السعادة في منطق الوحي ومدرسة الأنبياء شيئاً من ذات الإنسان وحتى النواقص في المحيط والعائلة والوراثة كل ذلك قابل للتغيير بتصميم الإنسان وإرادته إلّا أن ننكر أصل الإرادة في الإنسان وحريته ، ونعدّه محكوماً بالظروف الجبرية ، وكل من سعادته أو شقائه ذاتي أو هو نتيجة جبرية لمحيطه ، وما إلى ذلك.
وهذا الرأي مرفوض في نظر الأنبياء وفي نظر المذهب العقلي أيضاً.
الطريف أنّنا نجد في الرّوايات المنقولة عن النبي صلىاللهعليهوآله وأهل البيت عليهمالسلام إشارات إلى مسائل