الوهمية أو تنوع الوسائل التي يلجأون إليها ، فيكون المقصود أنّ جميع هذه الوسائل وجميع البشر وغير البشر ، وكل ما تؤلّهون من آلهة من دون الله ، لا يستطيع أن ينقذكم من الضلالة وسوء العاقبة.
ثم تذكر الآيات ـ بصيغة التهديد القاطع ـ جانباً من مصيرهم بسبب أعمالهم في يوم القيامة فتقول : (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيمَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ). فبدلاً من الدخول بشكل عادي وبقامة منتصبة ، فإنّ الملائكة الموكلين بهم يسحبونهم إلى جهنم على وجوههم تعذيباً لهم.
أو يزحفون كالزواحف على وجوههم وصدورهم بشكل ذليل ومؤلم.
ثم هم يحشرون : (عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا).
إنّ مراحل ومواقف يوم القيامة متعددة ، ففي بعض المراحل والمواقف يكون هؤلاء صماً وبكماً وعمياً ، وهذا نوع من العقاب لهم ، إلّاأنّ عيونهم في مراحل لاحقة تبدأ بالنظر ، وآذانهم بالسماع ، وألسنتهم بالنطق حتى يروا منظر العذاب ويسمعون كلام الشامتين ، ويبدأون بالتأوّه والصراخ وإظهار ضعفهم ، حيث إنّ كل هذه الامور هي نوع آخر من العقاب لهم.
إنّ المجرمين وأهل النار محرومون من رؤية ما هو سارّ ومن سماع امور تبعث على الفرح ، ومن قول وكلام يستوجب نجاتهم ، بل على العكس من ذلك ، فهم لا ينظرون ولا يسمعون ولا يقولون إلّاما يؤذي ويؤلم.
في الختام تقول الآية : (مَّأْوَيهُمْ جَهَنَّمُ). لكن لا تظنّوا أنّ نارها كنار الدنيا تنطفي في النهاية ، بل هي : (كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا).
(ذلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (٩٨) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً (٩٩) قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُوراً) (١٠٠)
كيف يكون المعاد ممكناً؟ في الآيات السابقة رأينا كيف أنّ يوماً سيّئاً ينتظر المجرمين في العالم الآخر ، هذه العاقبة التي تجعل أيّ عاقل يفكّر في هذا المصير ، لذلك فإنّ الآيات التي بين