وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) خير جواب لذلك السؤال.
نعم ، فهو سبحانه أرحم وأرأف من أن يؤاخذنا على عدم الاستطاعة في أداء أتمّ الشكر على نعمه.
ويكفينا من لطفه تعالى بأن يحسبنا من الشاكرين في حال اعتذرنا له واعترافنا بالعجز عن أداء حق الشكر الكامل.
ولكن هذا لا يمنع من أن نتتبع ونحصي النعم الربانية بقدر المستطاع ، لأنّ ذلك يزيدنا معرفة لله ، وعلماً بعالم الخليقة ، وآفاق التوحيد الرحبة ، كما يزيد من حرارة عشقه سبحانه في أعماق قلوبنا ، وكذا يحرّك فينا الشعور المتحسس بضرورة ووجوب شكر المنعم جلّ وعلا.
ولهذا نجد أنّ الأئمة عليهمالسلام يتطرقون في أقوالهم وأدعيتم ومناجاتهم إلى النعم الإلهية ويعدّون جوانب منها ، عبادة لله وتذكيراً ودرساً للآخرين.
(وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (١٩) وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (٢٠) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (٢١) إِلهُكُمْ إِلهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (٢٢) لَا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) (٢٣)
آلهة لا تشعر : تناولت الآيات السابقة ذكر صفتين ربانيتين لا تنطبق أيّة منها على الأصنام ، أمّا الآية الاولى أعلاه فتشير إلى الصفة الثالثه للمعبود الحقيقي (وهي العلم) فتقول : (وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ). فلماذا تسجدون للأصنام التي لم تكن هي الخالقة لكم ، ولم تمنّ عليكم بأيّة نعمة ، ولا تعرف عن علانيتكم شيئاً فضلاً عن سرّكم؟!
ثم يعود القرآن إلى مسألة الخالقية بافق أوسع من الآية السابقة : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لَايَخْلُقُونَ شَيًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ).
وقد بحث لحدّ الآن في عدم صلاحية الأصنام لتكون معبودة لأنّها ليست خالقة ، ومع