إنّ التعبير بالأسماء الحسنى قد ورد مراراً وتكراراً في الآيات القرآنية ، ومن البديهي أنّ كل أسماء الله حسنة ، ولكن لمّا كانت لبعض أسماء الله وصفاته أهمية أكبر ، فقد سمّيت بالأسماء الحسنى.
(وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (٩) إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (١٠) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (١١) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (١٢) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (١٣) إِنَّنِي أَنَا اللهُ لَا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (١٤) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (١٥) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى) (١٦)
نار في الجانب الآخر من الصحراء : من هنا تبدأ قصة نبي الله الكبير موسى عليهالسلام ، وتفصيل الجوانب المهمة من هذه القصة المليئة بالأحداث سيأتي في أكثر من ثمانين آية ، لتكون تهدئة ومواساة وتسلية لخاطر النبي صلىاللهعليهوآله والمؤمنين الذين كانوا يعانون خلال تلك الفترة في مكة ضغوطاً شديدةً من الأعداء.
ويمكن تقسيم مجموع الآيات في هذه السورة إلى أربعة أقسام :
القسم الأوّل : يتحدث عن بداية نبوة موسى وبعثته ، وأوّل ومضات الوحي.
القسم الثاني : يتحدث عن دعوة موسى وأخيه هارون لفرعون وملئه إلى دين التوحيد ، ثم اشتباكهما بالأعداء.
القسم الثالث : يبحث عن خروج موسى وبني إسرائيل من مصر ، وكيفية نجاتهم من قبضة فرعون وأتباعه ، وغرق هؤلاء وهلاكهم.
القسم الرابع : ويتحدث حول الإتجاهات الانحرافية الشديدة لبني إسرائيل عن دين التوحيد إلى الشرك ، وقبول وساوس السامري ، ومواجهة موسى الحازمة لهذا الإنحراف.
فهذه الآيات تقول بتعبير رقيق وجذاب : (وَهَلْ أَتكَ حَدِيثُ مُوسَى).
إنّ هذا الاستفهام ليس هدفه تحصيل الخبر ، بل مقدمة لبيان خبر مهم.