بدون إيمان كالشجرة من دون جذر ، إذ قد تبقى عدة أيّام لكنها تجفّ آخر الأمر.
مراحل القيامة : وردت الإشارة في الآيات ـ محل البحث ـ إلى سلسلة من الحوادث التي تقع عند حلول القيامة وبعدها :
١ ـ رجوع الأموات إلى الحياة : (يَوْمَ يُنْفَخُ فِى الصُّورِ).
٢ ـ جمع المجرمين وحشرهم : (نَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ).
٣ ـ تلاشي جبال الأرض ، ثم تبعثرها في كل مكان ، وإستواء سطح الأرض تماماً : (يَنسِفُهَا رَبّى نَسْفًا).
٤ ـ إستماع الجميع لدعوة داعي الله ، وإنقطاع جميع الأصوات : (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِىَ ...).
٥ ـ عدم تأثير الشفاعة في ذلك اليوم بدون إذن الله : (يَوْمَئِذٍ لَّاتَنفَعُ الشَّفعَةُ ...).
٦ ـ إعداد الله تعالى جميع خلقه للحساب بعلمه المطلق غير المتناهي (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا).
٧ ـ خضوع الجميع في مقابل حكمه : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَىّ الْقَيُّومِ).
٨ ـ يأس الظالمين : (وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا).
٩ ـ رجاء المؤمنين لطف الله ورحمته : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ...).
(وَكَذلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً (١١٣) فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) (١١٤)
الآيات محل البحث ـ في الواقع ـ إشارة إلى مجموع ما مرّ في الآيات السابقة حول المسائل التربوية المرتبطة بالقيامة والوعد والوعيد ، فتقول : (وَكَذلِكَ أَنزَلْنهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا).
التعبير ب (كذلك) إشارة إلى المطالب التي بيّنت قبل هذه الآية.
كلمة (عربيًّا) وإن كانت بمعنى اللغة العربية ، إلّاأنّها هنا إشارة إلى فصاحة القرآن وبلاغته وسرعة إيصاله للمفهوم والمراد من جهتين :
الاولى : إنّ اللغة العربية ـ بشهادة علماء اللغة في العالم ـ واحدة من أبلغ لغات العالم ، وأدبها من أقوى الآداب.