وأولى النبي صلىاللهعليهوآله ابنته فاطمة الزهراء عليهاالسلام من الإحترام ما جعل الناس في عجب من أمره ، حيث كان صلىاللهعليهوآله مع ما يحظى به من شرف ومقام ، كان يقبّل يد الزهراء عليهاالسلام وعندما يعود من السفر يذهب إليها قبل أيّ أحد.
فالإحترام الذي أولاه الإسلام للمرأة قد أعاد لها شخصيتها الضائعة بين حوالك الجاهلية ، وحررها من العادات البالية ، وأنهى عصر تحقيرها.
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (٦١) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (٦٢) تَاللهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦٣) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (٦٤)
بعد أن تحدّثت الآيات السابقة عن جرائم المشركين البشعة في وأدهم للبنات ، يطرق بعض الأذهان السؤال التالي : لماذا لم يعذّب الله المذنبين بسرعة نتيجة لما قاموا به من فعل قبيح وظلم فجيع؟ والآية الاولى (٦١) تجيب بالقول : (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ). أي : إنّ الله لو يؤاخذ الناس على ما إرتكبوه من ظلم لما بقي إنسان على سطح البسيطة.
فعندما يذهب الإنسان فسينتفي سبب وجود الكائنات الاخرى وينقطع نسلها.
ويضيف القرآن الكريم قائلاً : (وَلكِن يُؤَخّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ). بل يدركهم الموت في نفس اللحظة المقررة.
ويعود القرآن الكريم ليستنكر بدع المشركين وخرافاتهم في الجاهلية (حول كراهية المولود الأنثى والإعتقاد بأنّ الملائكة إناثاً) فيقول : (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ).
فهذا تناقض عجيب ، فإن كانت الملائكة بنات الله سبحانه وتعالى فينبغي أن تكون البنت أمراً حسناً فلماذا تكرهون ولادتها؟ وإن كانت شيئاً سيّئاً فلماذا تنسبونها إلى الله؟
ومع كل ذلك ... (وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى).
فبأي عمل تنتظرون حسنى الثواب؟