«مقرنين» : من «قرن» بمعنى قرب واجتماع شيئين أو أكثر مع بعضهما ، ويقولون للحبل الذي يربطون به الأشياء «قرن» ، ويقولون أيضاً لمن تقيد يده ورجله مع بعضهما بالغل والسلاسل «مقرّن».
«ثبور» : في الأصل بمعنى «الهلاك والفساد». فحينما يجد الإنسان نفسه أمام شيء مخيف ومهلك ، فإنّه يصرخ عالياً «واثبورا» التي مفهومها ليقع الموت علي.
لكنهم يجابون عاجلاً : (لَّاتَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا).
فلن تنفعكم استغاثتكم في شيء ، ولن يكون ثمّة موت أو هلاك ، بل ينبغي أن تظلوا أحياء لتذوقوا العذاب الأليم.
ثم يوجّه الخطاب إلى الرسول صلىاللهعليهوآله ، ويأمره أن يدعو اولئك إلى المقايسة ، فيقول تعالى : (قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا).
تلك الجنة التي (لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ).
تلك الجنة التي سيبقون فيها أبداً (خلِدِينَ).
أجل ، إنّه وعد الله الذي أخذه على نفسه : (كَانَ عَلَى رَبّكَ وَعْدًا مَّسُولاً).
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (١٧) قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً (١٨) فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلَا نَصْراً وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً) (١٩)
المحاكمة بين المعبودين وعبدتهم الضالين : كان الكلام في الآيات السابقة حول مصير كل من المؤمنين والمشركين في القيامة وجزاء هذين الفريقين ، وتواصل هذه الآيات نفس هذا الموضوع بشكل آخر ، فتبيّن السؤال الذي يسأل الله عنه معبودي المشركين في القيامة وجوابهم ، على سبيل التحذير. فيقول تعالى : واذكر يوم يحشر الله هؤلاء المشركين وما يعبدون من دون الله : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ).
والمقصود بالمعبودين إنساناً (مثل المسيح) أو شيطاناً (مثل الجن) أو (الملائكة) ، حيث إنّ كل واحد منها كان قد اتخذه فريق من المشركين معبوداً لهم.