ولكن يبدو أنّ هناك مجموعة من الأطهار المحسنين والمخلصين قد آمنوا بما جاء به إلياس ، ولكي لا يضيع حق هؤلاء ، قال تعالى مباشرةً بعد تلك الآية : (إِلَّا عِبَادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ).
الآيات الأخيرة من بحثنا إستعرضت نفس القضايا الأربعة التي وردت بحقّ الأنبياء الماضين (نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وهارون) ولأهميّتها نستعرضها مرّة اخرى.
قوله تعالى : (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الْأَخِرِينَ). أي : إنّ الامم القادمة سوف لن تنسى الجهود الكبيرة التي بذلها الأنبياء الكبار من أجل حفظ خطّ التوحيد.
وفي المرحلة الثانية أثنى الله سبحانه وتعالى وبعث بتحيّاته إلى آل ياسين. قال تعالى : (سَلمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ).
وفي المرحلة الثالثة ، قال تعالى : (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ).
أمّا المرحلة الرابعة فتطرح الإيمان كأمر أساسي يجب أن يتوفّر في الأنبياء الذين إستعرضتهم هذه السورة المباركة فتقول الآية هنا : (إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ).
«الإيمان» و «العبودية» لله هما مصدر الإحسان ، والإحسان يؤدّي إلى إنضمام المحسن لصفوف المخلصين الذين يشملهم سلام الله.
(وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٣) إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٣٤) إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ (١٣٥) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٣٦) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) (١٣٨)
تدمير قوم لوط : «لوط» هو خامس نبي يذكر اسمه في هذه السورة ضمن تسلسل الآيات التي تحدّثت بصورة مختصرة عن تأريخه لإستمداد العبر منه.
وطبقاً لما جاء في آيات القرآن بشأن لوط ، يتّضح أنّه كان معاصراً لإبراهيم عليهالسلام ، وأنّه من أنبياء الله العظام.
بحثنا يبدأ بقوله تعالى : (وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ).
ثم يبيّن جوانب من قصة لوط ، حيث قال : تذكر تلك الفترة الزمنية التي أنقذنا فيها لوطاً وأهله : (إِذْ نَجَّيْنهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ).
عدا زوجته العجوز التي جعلناها مع من بقي في العذاب : (إِلَّا عَجُوزًا فِى الْغَابِرِينَ).
(ثُمَّ دَمَّرْنَا الْأَخَرِينَ).
الجمل القصيرة ـ التي وردت أعلاه ـ تشير إلى تأريخ قوم لوط المليء بالحوادث ، والتي