خلق المصادر وبركات الأرض ، خلق المواد الغذائية).
٣ ـ جملة «هي دخان» تبيّن أنّ بداية خلق السماوات كان من سحب الغازات الكثيفة الكثيرة ، وهذا الأمر يتناسب مع آخر ما توصّلت إليه البحوث العلمية بشأن بداية الخلق والعالم.
٤ ـ قوله تعالى : (فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا) لا تعني أنّ كلاماً قد جرى باللفظ ، وإنّما قول الخالق وأمره هو نفسه الأمر التكويني ، وهو عين إرادته في الخلق. أمّا التعبير ب «طوعاً أو كرهاً» فهو إشارة إلى أنّ الإرادة الإلهية الحتمية قد ارتبطت بتكوّن السماوات والأرض. والمعنى أنّه يجب أن يحدث هذا الأمر شاءت أم أبت.
٥ ـ قوله تعالى : (فَقَضهُنَّ سَبْعَ سَموَاتٍ فِى يَوْمَيْنِ) يشير إلى وجود مرحلتين في خلق السماوات ، كل مرحلة استمرت لملايين أو مليارات السنين ، وكل مرحلة تتضمن مراحل اخرى ، ومن المحتمل أن تكون هاتان المرحلتان هما مرحلة تبديل الغازات المضغوطة إلى سوائل ومواد مذابة ، ثم مرحلة تبديل المواد المذابة إلى مواد جامدة.
٦ ـ إنّ العدد «سبع» ربّما جاء هنا للكثرة ، بمعنى أنّ هناك سماوات كثيرة وأجرام كثيرة. ومن المحتمل أن يكون الرقم للعدد ، أي إنّ عدد السماوات هي سبع بالتحديد. ومع هذا التقييد ، فإنّ جميع ما نرى من كواكب ونجوم ثابتة وسيّارة هي من السماء الاولى ، وبذلك يكون عالم الخلقة متشكّلاً من سبع مجموعات كبرى ، واحدة منها فقط أمام أنظار البشرية.
٧ ـ قوله تعالى : (وَزَيَّنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) تدلّ على أنّ جميع النجوم زينة للسماء الاولى ، وهي ليست للزينة وحسب ، بل في الليالي المعتمة تكون مصابيح للتائهين وأدلة لمن يسير في الطريق ، تعينهم على تعيين اتجاه الحركة.
(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (١٣) إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَنْ تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (١٤) فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (١٥) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ) (١٦)