مختصر الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل [ ج ٤ ]

البحث

البحث في مختصر الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

مختصر الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل [ ج ٤ ]

مختصر الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

مختصر الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل [ ج ٤ ]

تحمیل

شارك

الطَّيّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ).

تبيّن هذه الآية في مجموعها خمس نعم أنعم الله بها على بني إسرائيل.

النعمة الاولى هي الكتاب السماوي ، أي التوراة التي كانت مبينة للمعارف الدينية والحلال والحرام ، وطريق الهداية والسعادة ؛ والثانية مقام الحكومة والقضاء.

أمّا النعمة الثالثة فقد كانت نعمة مقام النبوّة ، حيث اصطفى الله سبحانه أنبياء كثيرين من بني إسرائيل.

وقد ورد في رواية أنّ عدد أنبياء بني إسرائيل بلغ ألف نبي ، وفي رواية اخرى : «إنّ عدد أنبياء بني إسرائيل أربعة آلاف نبي».

وتتحدث الآية في الفقرة الرابعة حديثاً جامعاً شاملاً عن المواهب المادية ، فتقول : (وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ الطَّيّبَاتِ).

النعمة الخامسة ، هي تفوقهم وقوّتهم التي لا ينازعهم فيها أحد ، كما توضح الآية ذلك في ختامها فتضيف : (وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ).

لا شك أنّ المراد من «العالمين» هنا هم سكان ذلك العصر.

وتشير الآية التالية إلى الموهبة السادسة التي منحها الله سبحانه لهؤلاء المنكرين للجميل ، فتقول : (وَءَاتَيْنَاهُمْ بَيّنَاتٍ مّنَ الْأَمْرِ).

«البيّنات» : يمكن أن تكون إشارة إلى المعجزات الواضحة التي أعطاها الله سبحانه موسى بن عمران عليه‌السلام وسائر أنبياء بني إسرائيل ، أو أنّها إشارة إلى الدلائل والبراهين المنطقية الواضحة ، والقوانين والأحكام المتقنة الدقيقة.

فمع وجود هذه المواهب والنعم العظيمة ، والدلائل البيّنة الواضحة لا يبقى مجال للاختلاف ، إلّاأنّ الكافرين بالنعم هؤلاء ما لبثوا أن اختلفوا ، كما يصور القرآن الكريم ذلك في تتمة هذه الآية إذ يقول : (فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ).

ويهددهم القرآن الكريم في نهاية الآية بقوله : (إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِى بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيمَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ).

وبهذا فقد فقدوا قوّتهم وعظمتهم في هذه الدنيا بكفرانهم النعمة ، واختلافهم فيما بينهم ، واشتروا لأنفسهم عذاب الآخرة.

بعد بيان المواهب التي منّ الله تعالى بها على بني إسرائيل ، وكفرانها من قبلهم ، ورد