(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (١١) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) (١٢)
أسباب النّزول
في تفسير مجمع البيان : نزل قوله : (لَايَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ) في ثابت بن قيس بن شماس وكان في اذنه وقر ، وكان إذا دخل المسجد تفسحوا له حتى يقعد عند النبي فيسمع ما يقول. فدخل المسجد يوماً والناس قد فرغوا من الصلاة وأخذوا مكانهم فجعل يتخطى رقاب الناس ويقول : تفسّحوا ، تفسّحوا حتى انتهى إلى رجل فقال له : أصبت مجلساً فاجلس فجلس خلفه مُغضباً.
فلما انجلت الظلمة قال : من هذا؟ قال الرجل : أنا فلان. فقال ثابت : ابن فلانة ، ذكر امّاً له كان يعيّر بها في الجاهلية. فنكس الرجل رأسه حياء ، فنزلت الآية.
وقوله (وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ) نزل في نساء النبي صلىاللهعليهوآله سخرن من ام سلمة. وذلك أنّها ربطت حقويها بسبية وهي ثوب أبيض ، وسدلت طرفيها خلفها فكانت تجره. فقالت عائشة لحفصة : انظري ماذا تجر خلفها ، كأنّه لسان كلب فلهذا كانت سخريتهما.
وقوله (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا) نزل في رجلين من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله اغتابا رفيقهما وهو سلمان ، بعثاه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ليأتي لهما بطعام فبعثه إلى أسامة بن زيد ، وكان خازن رسول الله صلىاللهعليهوآله على رحله ، فقال : ما عندي شيء. فعاد إليهما فقالا : بخل أسامة وقالا لسلمان : لو بعثاه إلى بئر سميحة لغار ماؤها. ثم انطلقا يتجسسان عند أسامة ما أمر لهما به رسول الله. فقال لهما رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ما لي أرى خضرة اللحم في أفواهكما». قالا : يا رسول الله! ما تناولنا يومنا هذا لحماً. قال : «ظلتم تأكلون لحم سلمان وأسامة». فنزلت الآية.
التّفسير
الإستهزاء وسوء الظن والغيبة والتجسس والألقاب السيئة حرام : حيث أنّ القرآن المجيد