بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (٣) إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (٤)
سبب النّزول
في تفسير مجمع البيان : قيل : كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد ، يقولون : وددنا لو أنّ الله دلنا على أحب الأعمال إليه ، فنعمل به ، فأخبرهم الله أنّ أفضل الأعمال إيمان لا شك فيه والجهاد. فكره الناس ، وشق عليهم ، وتباطأوا عنه ، فنزلت الآية.
التّفسير
اعتبرت هذه السورة من السور المسبّحات ، ذلك لأنّها تبدأ بتسبيح الله في بدايتها : (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى السَّموَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ).
ولِم لا يسبّحونه ولا ينزّهونه من كل عيب ونقص : (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) القدير الذي لا يقهر والحكيم المحيط بكل شيء علماً.
ثم يضيف الباريء عزوجل في معرض لوم وتوبيخ للأشخاص الذين لم يلتزموا بأقوالهم : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَاتَفْعَلُونَ).
ثم يضيف سبحانه مواصلاً القول : (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَاتَفْعَلُونَ).
فمفهوم الآية يشمل كل تخلّف عن عمد ، سواء تعلق بنقض العهود والوعود أو غير ذلك من الشؤون ، حتى أنّ البعض قال : إنّها تشمل حتى النذور.
وفي الكافي عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : عدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له ، فمن أخلف فبخلف الله بدأ ، ولمقته تعرّض ، وذلك قوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَاتَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَاتَفْعَلُونَ).
ثم تطرح الآية اللاحقة مسألة مهمة للغاية في التشريع الإسلامي ، وهي موضوع الجهاد في سبيل الله ، حيث يقول تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ).