وهذا التعبير مقدمة لما يليه من قوله تعالى : (فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى).
فلا حاجة لتعريفكم وتزكيتكم وبيان أعمالكم الصالحة ، فهو مطّلع على أعمالكم وعلى ميزان خلوص نيّاتكم ، وهو أعرف بكم منكم.
في علل الشرائع عن الإمام الباقر عليهالسلام في تفسير قوله تعالى (فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ) قال : «لا يفتخر أحدكم بكثرة صلاته وصيامه وزكاته ونسكه لأنّ الله تعالى أعلم بمن اتّقى منكم.
بحث
ما هي كبائر الإثم : إنّ كل ذنب فيه أحد الشروط التالية يعدّ كبيراً :
أ ـ الذنوب التي ورد الوعيد من قبل الله في شأنها والعذاب لمرتكبها.
ج ـ ب ـ الذنوب المذكورة في نظر أهل الشرع ولسان الروايات بأنّها عظيمة.
الذنوب التي عدّتها المصادر الشرعية أكبر من الذنوب التي هي من الكبائر.
د ـ وأخيراً الذنوب المصرّح بها في الروايات المعتبرة بأنّها من الكبائر.
وقد ورد ذكر الكبائر في الروايات الإسلامية مختلفاً عددها فيه ، إذ جاء في بعضها أنّها سبع. في ثواب الأعمال عن الإمام الصّادق عليهالسلام قال : ... والكبائر السبع الموجبات : قتل النفس الحرام ، وعقوق الوالدين ، وأكل الربا ، والتعرب بعد الهجرة ، وقذف المحصنة ، وأكل مال اليتيم ، والفرار من الزحف.
وجاء في بعض الروايات أنّها عشر ، وأوصلتها روايات اخر إلى تسع عشرة كبيرةً ، وربّما ترقّى هذا العدد إلى أكثر مما ذكر في بعض الروايات أيضاً.
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (٣٣) وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى (٣٤) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (٣٥) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (٣٦) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (٣٧) أَنْ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (٣٨) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (٣٩) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (٤٠) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى) (٤١)
سبب النّزول
في مجمع البيان : نزلت في عثمان بن عفان ، كان يتصدق وينفق ماله ، فقال له أخوه من الرضاعة عبدالله بن أبي سرح : ما هذا الذي تصنع يوشك أن لا يبقى لك شيء؟ فقال عثمان :