الهدف من خلق العالم : هذه الآية هي آخر آية من سورة الطلاق ، وفيها إشارة معبّرة وصريحة إلى عظمة وقدرة الباريء جلّ شأنه في خلق السماوات والأرض وبيان الهدف النهائي للخلق. يقول تعالى أوّلاً : (اللهُ الَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَموَاتٍ).
وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ). بمعنى أنّ الأرضين سبع كما السماوات سبع ، وهذه هي الآية الوحيدة التي تشير إلى الأرضين السبع في القرآن الكريم.
إنّ مفهوم هذه الآية مع الإلتفات إلى الآية (٦) من سورة الصّافات التي تقول : (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ). هو أنّ علم البشر ومعرفته مهما اتّسعت فهي محدودة ومتعلّقة بالسماء الاولى التي توجد وراءها ثوابت وسيّارات ستة هي عبارة عن العوالم الاخرى التي لا تتسع لها معرفتنا المحدودة ولا ينالها إدراكنا الضيّق.
أمّا الأرضين السبع وما حولها ، فربّما تكون إشارة إلى طبقات الأرض المختلفة ، لأنّ الأرض تتكوّن من طبقات مختلفة كما ثبت اليوم علميّاً ، أو لعلها تكون إشارة إلى المناطق السبع التي تقسّم بها الأرض في السابق وحالياً.
ثم يشير تعالى إلى إدارة هذا العالم الكبير وتدبيره بقوله جلّ شأنه : (يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ).
وأخيراً يشير تعالى إلى الهدف من وراء هذا الخلق العظيم حيث يقول : (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلّ شَىْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلّ شَىْءٍ عِلْمًا).
ومن ثم يجب أن يعلم الإنسان أنّ الله محيط بكل أسرار وجوده ، عالم بكل أعماله ما ظهر منها وما بطن ، ثم يجب أن يعلم الإنسان أنّ وعد الله في البعث والمعاد والثواب والعقاب وحتمية انتصار المؤمنين ، كل ذلك غير قابل للتخلف والتأخر.
|
نهاية تفسير سورة الطّلاق |
* * *