٨٥
سورة البروج
محتوى السورة : بملاحظة كون السورة مكية ، فيظهر إنّها نزلت لتقوية معنويات المؤمنين لمواجهة تلك الظروف الصعبة ، ولترغيبهم على الصمود أمام الصعاب والثبات على الإيمان وترسيخه في القلوب.
وتناولت السورة قصة أصحاب الاخدود ، الذين حفروا خندقاً وسجّروه بالنيران ، وهددوا المؤمنين بإلقائهم في تلك النار إن لم يعودوا إلى كفرهم! وأحرقوا مجموعة منهم بالنار وهم أحياء ، ومع ذلك لم يرجعوا عن دينهم ..
وتَعِدُ السورة في بعض آياتها بعذاب جهنم الأليم لُاولئك الذين يؤذون المؤمنين ويعذبونهم على إيمانهم ، وتذمهم ذماً شديداً ، في حين تبشر المؤمنين الصابرين بالجنة والفوز بنعيمها.
وفي جانب آخر من السورة ، تُعرض لنا مقتطفات من قصّتي فرعون وثمود وقوميهما الجناة الطغاة ، وما آلوا إليه من ذُلّ وهلاك ، كل ذلك تذكيراً لكفار مكة الذين هم أضعف قوّة وأقل جنداً من اولئك ، فعسى أن يرعووا عمّا هم فيه من جهة ، وتسلية لقلب الحبيب المصطفى صلىاللهعليهوآله ومن كان معه من المؤمنين من جهة اخرى.
وتختم السورة في آخر مقاطعها بالإشارة إلى عظمة القرآن الكريم ، وإلى الأهمية البالغة لهذا الوحي الإلهي.