الجبال التي تشمخ بتعمق جذورها في باطن الأرض ، وتحيط بالأرض على شكل حلقات وسلاسل لتقلل من شدّة الزلازل الناشئة من ذوبان المواد المعدنية في باطن الأرض ، وكذا ما لها من دور في حفظ الأرض من عملية المدّ والجزر الناشئة من تأثيرات الشمس والقمر ..
«نصبت : من النصب ، وهو التثبيت ، وربّما رمز هذا التعبير إلى بداية خلق الجبال أيضاً.
فقد توصل العلم الحديث إلى أنّ تكون الجبال يعتمد على عوامل عديدة وقسمها إلى عدّة أنواع :
فمنها : ما تكون نتيجة للتراكمات الحاصلة على الأرض.
ومنها : ما تكون من الحمم البركانية.
ومنها : ما تكون نتيجة لتفتت الأرض بواسطة الأمطار.
وكذا منها : ما تكون نتيجة للترسبات الحاصلة في أعماق البحار ومن بقايا الحيوانات (كالجبال والجزر والمرجانية).
نعم ، فالجبال وبكل ما فيها ولها تعدّ آية من آيات القدرة الإلهية ، لمن رآها بعين بصيرة ولبّ شغول.
ثم إلى الأرض : (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ).
فلينظر الإنسان إلى كيفية هطول الأمطار على الجبال لتسيل من بعدها محملة الأتربة كي تتكون بها السهول الصافية ، لتكون صالحة للزراعة من جهة ومهيئة لما يعمل بها الإنسان من جهة اخرى .. ولو كانت كل الأرض عبارة عن جبال ووديان ، فما أصعب الحياة على سطحها والحال هذه.
ولابدّ لنا من التأمل والتفكير في من جعلها تكون على هذه الهيئة الملائمة تماماً لحياة الإنسان؟ ..
إنّ هذه الإشياء الأربع (الإبل ، السماء ، الجبال والأرض) تدخل في حياة الإنسان بشكل رئيسي ، حيث من السماء مصدر النور والأمطار والهواء ، والأرض مصدر نمو أنواع النباتات