في هذه البرهة الزمنية لا تتناسب أبداً مع شخصية النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله ، وتستند حتماً إلى أحاديث مختلقة أو إلى اسرائيليات. ويبدو أنّ أعداء الإسلام دسّوا هذه الروايات للطعن في الإسلام وللحط من شخصية النبي صلىاللهعليهوآله.
التّفسير
الآية الاولى فيها خطاب للنبي صلىاللهعليهوآله تقول له : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الَّذِى خَلَقَ).
ويلاحظ هنا قبل كل شيء التركيز على مسألة الربوبية ، ونعلم أنّ الربّ يعني المالك المصلح ، أي الشخص الذي يملك شيئاً ، ويتعهد إصلاحه وتربيته أيضاً.
ولإثبات ربوبية الله جاء ذكر الخلقة ... خلقة الكون ، إذ إنّ أفضل دليل على ربوبيته خالقيته ، فالذي يُدبّر العالم هو خالقه.
وهذا ردّ على مشركي العرب الذين قبلوا خالقية الله ، وأوكلوا الربوبية والتدبير إلى الأوثان ، ثم إنّ ربوبية الله وتدبيره لنظام الكون أفضل دليل على إثبات ذاته المقدسة.
ثم اختارت الآية التالية الإنسان باعتباره أهم مظاهر الخليقة وقالت : (خَلَقَ الْإِنسنَ مِنْ عَلَقٍ).
«العلق : في الأصل الإلتصاق بشيء ، والنطفة بعد أن تطوي المراحل الجنينية الاولى تتحول إلى قطعة دم متلاصقة هي العلق ، وهي مع تفاهتها الظاهرية تعتبر مبدأ خلقة الإنسان ، والآية تركز على هذه الظاهرة لتبيّن قدرة الرب العظيمة على خلق هذا الإنسان العجيب من هذه العلقة التافهة.
وقيل : إنّ العلق في الآية يعني الطين الذي خلق منه آدم ، وهو أيضاً مادة متلاصقة ، وبديهي أنّ الربّ الذي خلق آدم من طين لازب يستحق كل تمجيد وثناء.
وقيل أيضاً : أنّ العلق يعني صاحب العلاقة ، وفيه إشارة إلى الروح الإجتماعية للإنسان ، والعلاقة الموجودة بين أفراد البشر هي أساس تكامل البشر وتطور الحضارات.
وقال آخرون : إنّ العلق إشارة إلى نطفة الرجل (الحيمن) ، وهي تشبه دودة العلق إلى حدّ كبير ، وهذا الموجود المجهري يسبح في ماء النطفة ، ويتجه إلى بويضة المرأة في الرحم ، ويلقحها ويكون منها النطفة الكاملة للإنسان.
والقرآن الكريم بطرحه هذه المسألة يسجل معجزة علمية اخرى من معاجزه ، إذ لم تكن هذه الامور معروفة أبداً في عصر نزوله.