في تفسير مجمع البيان : فقد روي عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه قال : جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما ، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما.
وفي نفس الموضوع ورد في حديث آخر : جنتان من ذهب للمقربين ، وجنتان من ورق لأصحاب اليمين (١). أي من فضة.
ثم يضيف سبحانه : (فَبِأَىّءَالَاءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ).
ثم ذكر القرآن الخصوصيات الخمس لهاتين الجنتين التي تشبه ـ إلى حد ما ـ ما ذكر حول الجنتين السابقتين ، كما أنّهما تختلفان في بعض الخصوصيات الاخرى حيث يقول سبحانه : (مُدْهَامَّتَانِ).
«مدهامتان : من مادة (أدهيمام) ومن أصل (دهمه) على وزن (تهمه) ومعناها في الأصل السواد وظلمة الليل ، ثم اطلقت على الخضرة الغامقة المعتمة ، ولأنّ مثل هذا اللون يحكي عن غاية النضرة للنباتات والأشجار ، ممّا يعكس منتهى السرور والإنشراح ، لهذا فقد استعمل لهذا المعنى.
ويضيف سبحانه مرّة اخرى : (فَبِأَىّءَالَاءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ).
وفي الآية اللاحقة يصف الجنة وصفاً إضافياً حيث يقول سبحانه : (فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ). نضّاختان : من مادة (نضخ) بمعنى فوران الماء.
ومرّة اخرى يسأل سبحانه عن الإنس والجن سؤالاً إستنكارياً فيقول : (فَبِأَىّءَالَاءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ).
وتتحدث الآية التالية حول فاكهة هاتين الجنتين حيث تقول : (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ).
ويكرّر سبحانه السؤال مرّة اخرى : (فَبِأَىّءَالَاءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ).
(فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (٧٠) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧١) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (٧٢) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٣) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (٧٤) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٥) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (٧٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٧) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) (٧٨)
__________________
(١) الدرّ المنثور ٦ / ١٤٦. والتعبير بالذهب والفضة يمكن أن يكون إشارة إلى اختلاف درجة هاتين الجنتين.