الْمَشْئَمَةِ). حيث الشؤم والتعاسة ، وإستلام صحائف أعمالهم بأيديهم اليسرى التي هي رمز سوء عاقبتهم وعظيم جرمهم وجنايتهم ، نتيجة عمى البصيرة والسقوط في وحل الضلال. والتعبير ب ما أصحاب المشئمة هو الآخر يعكس نهاية سوء حظّهم وشقاوتهم.
وأخيراً يصف المجموعة الثالثة أيضاً بقوله سبحانه : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ).
(السابقون) ليسوا الذين سبقوا غيرهم بالإيمان فحسب ، بل في أعمال الخير والأخلاق والإخلاص ، فهم اسوة وقدوة وقادة للناس ، ولهذا السبب فهم من المقربين إلى الحضرة الإلهية.
وإذا فسّرت (السابقون) كما في بعض الروايات الإسلامية بأنّها تعني الأشخاص الأربعة وهم هابيل ، ومؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار الذين تميّز كل منهم بأسبقيته في قومه ، وكذلك أمير المؤمنين عليهالسلام الذي هو أوّل من دخل في الإسلام من الرجال ، فإنّ هذا التفسير هو بيان للمصاديق الواضحة ، وليس تحديداً لمفهوم الآية.
ثم يوضّح المقام العالي للمقربين ، حيث يقول سبحانه : (فِى جَنَّاتِ النَّعِيمِ).
التعبير ب (جَنَّاتِ النَّعِيمِ) يشمل أنواع النعم المادية والمعنوية.
ويشير في الآية اللاحقة إلى الحالة العددية في الامم السابقة وفي هذه الامة أيضاً حيث يقول سبحانه : (ثُلَّةٌ مّنَ الْأَوَّلِينَ). أي أنّهم جماعة كثيرة في الامم السالفة والأقوام الاولى.
(وَقَلِيلٌ مّنَ الْأَخِرِينَ).
وطبقاً لهاتين الآيتين فإنّ قسماً كبيراً من المقربين هم من الامم السابقة ، وقسم قليل منهم فقط هم من امة محمّد صلىاللهعليهوآله.
(عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (١٥) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (١٦) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (١٨) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (١٩) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١) وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا تَأْثِيماً (٢٥) إِلَّا قِيلاً سَلَاماً سَلَاماً) (٢٦)
الجنة بإنتظار المقربين : هذه الآيات تتحدث عن أنواع نعم الجنة التي أعدّها الله