إنّ تقديم الفاكهة على اللحم بلحاظ كون الفاكهة أفضل من الناحية الغذائية بالإضافة إلى نكهتها الخاصة عند أكلها قبل الطعام.
والذي يستفاد من بعض الروايات أنّ غصون أشجار الجنة تكون في متناول أيدي أهل الجنة ، بحيث يستطيعون بكل سهولة أن يتناولوا أي نوع من الفاكهة مباشرة ، وهكذا الحال بالنسبة لبقيّة الأغذية الموجودة في الجنة ، إلّاأنّ مما لا شك فيه أنّ تقديم الغذاء من قبل (الولدان المخلّدين) له صفاء خاص ولطف متميز حيث إنّ تقديم الطعام يعبّر عن مزيد الإحترام والإكرام لأهل الجنة.
ثم يشير سبحانه إلى سادس نعمة وهي الزوجات الطاهرات الجميلات ، حيث يقول سبحانه : (وَحُورٌ عِينٌ). (كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُوِ الْمَكْنُونِ).
«حور : جمع حوراء وأحور ، ويقال للشخص الذي يكون سواد عينه شديداً وبياضها شفافاً ؛ وعين : جمع عيناء وأعين ، بمعنى العين الواسعة.
«مكنون : بمعنى مستور ، والمقصود هنا الاستتار في الصدف. أنّهن مستورات عن أعين الآخرين بصورة تامة ، لا يد تصل إليهن ولا عين تقع عليهن.
وبعد الحديث عن هذه المنح ، والعطايا المادية الستّة ، يضيف سبحانه : (جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). كي لا يتصور أحد أنّ هذه النعم تعطى جزافاً ، بل إنّ الإيمان والعمل الصالح هو السبيل لنيلها والحصول عليها ، حيث يلزم للإنسان العمل المستمر الخالص حتى تكون هذه الألطاف الإلهية من نصيبه.
ويلاحظ بأنّ (يعملون) فعل مضارع يعطي معنى الإستمرار.
ويتحدث القرآن الكريم عن سابع نعمة من نعم أهل الجنة ، وهي التي تتسّم بالطابع الروحي المعنوي ، حيث يقول تعالى : (لَايَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا).
فالجوّ هناك جوّ نزيه خالص بعيد عن الدنس ، فلا كذب ، ولا تهم ، ولا إفتراءات ، ولااستهزاء ولا غيبة ولا ألفاظ نابية وعبارات لاذعة ... وليس هنالك لغو ولا كلام فارغ.
ثم يضيف سبحانه : (إِلَّا قِيلاً سَلمًا سلمًا).
سلام وتحية من الله ، ومن الملائكة المقربين ، وسلامهم وتحيّتهم لبعضهم البعض في تلك المجالس العامرة المملوءة بالصفاء والتي تفيض بالودّ والاخوّة والصدق.